الْخَلِيفَة وَشرح لَهُ جَمِيع مَا جرى فِي رسَالَته وَأطَال وَالنَّاس يترقبون خُرُوجه ويرجفون على قَاضِي الْقُضَاة ابْن الدَّامغَانِي بِالْعَزْلِ لكَونه عرض الموكب الشريف إِلَى ضحك الْعَوام وَكَيف أَنه آذَى قلب شيخ الشُّيُوخ مَعَ مكانته من الْخَلِيفَة فَخرج شيخ الشُّيُوخ وَمضى إِلَى رباطه وَلم يجر شَيْء فنفذ ابْن البُخَارِيّ وَأنكر على قَاضِي الْقُضَاة فعله فَركب قَاضِي الْقُضَاة بعد يَوْم وَجَاء إِلَى شيخ الشُّيُوخ وَهُوَ فِي رباطه وهنأه بمقدمه وَقَالَ لَهُ إِن أستاذ الدَّار والنائب قد اتفقَا على عزلي ويريدون أَن يجْعَلُوا لي حجَّة وَتَقولُوا للخليفة فَلَمَّا خرجت إِلَى خدمتك كنت كثير الْخَوْف من أَن أعمل مَا لَا يجوز فَيكون هُوَ الطَّرِيق لَهُم وَلَا بُد من إنعامك فِي أَن تعرف الْخَلِيفَة هَذِه الْحَال وَلَا يكون عنْدك مِنْهَا شَيْء فَقَالَ
لَا وَالله أَنْت عِنْدِي مَعْذُور وَحضر أَرْبَاب الدولة يهنئون شيخ الشُّيُوخ بمقدمه سوى أستاذ الدَّار وَابْن البُخَارِيّ فَإِنَّهُمَا لَا يقدران أَن يمضيا إِلَى أحد جملَة وَكَانَ الْخَلِيفَة قد أَمر بِأَن لَا يعْتَرض أحد اعْتصمَ برباط شيخ الشُّيُوخ وَلَو كَانَ عَلَيْهِ المَال وَالدَّم وَكَانَ قد اعْتصمَ بِهِ جمَاعَة من أَوْلَاد رَئِيس الرؤساء وَجَمَاعَة من أَوْلَاد ابْن الْعَطَّار وَابْن القبيبى حَاجِب ابْن رَئِيس الرؤساء الْوَزير
وفيهَا مَاتَ سديد الدولة ابْن الْأَنْبَارِي كَاتب الْإِنْشَاء وَفتح لَهُ جَامع الْقصر للصَّلَاة عَلَيْهِ وَمَا تخلف أحد من أَرْبَاب الدولة خدمَة لأستاذ الدَّار وَصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو طَالب بن الْخلّ وَحمل إِلَى مشْهد مُوسَى بن جَعْفَر على ساكنه السَّلَام وَتقدم إِلَى أبي غَالب بن الْخلال مشرف الدِّيوَان أَن يكْتب إِلَى الْأَطْرَاف وَلم يكن عَالما بالإنشاء بل كَانَ خطه جيدا وَتقدم إِلَى ابْن البُخَارِيّ وَإِلَى شمس الدّين بن السَّرخسِيّ أَن يتَّفقَا على نسخ الْكتب إِلَى الْأَطْرَاف وتنفذ إِلَى ابْن الْخلال ليكتبها وَلَا يُكَلف سوى الْخط