مَا قيل لي شَيْء إِنَّمَا قيل لي تلق شيخ الشُّيُوخ وَقد لَقيته فَقَالَ الْجَمَاعَة
لَا تفعل تهْلك هَذَا مَا يرضى بِهِ الْخَلِيفَة
وَكثر القَوْل فِي ذَلِك وَالنَّاس على طبقاتهم قيام فَقَالَ قَاضِي الْقُضَاة
مبارك أنزل إِلَيْهِ وَأَقُول لَهُ كَمَا جرت الْعَادة أَن يُقَال فَقل لَهُ ينزل قبلي حَتَّى أنزل إِلَيْهِ فَمضى ابْن السلماسي الْحَاجِب وَجَمَاعَة من الْحجاب الْكِبَار فَقَالَ لشيخ الشُّيُوخ قد اسْتَقر أَن تنزل حَتَّى ينزل قَاضِي الْقُضَاة فَقَالَ لَهُ أَنا مَا أنزل وَمَا تقدم بِإِخْرَاج الموكب الشريف إِلَّا لاجلي وإكراما لي مَا كنت أَنا أُرِيد هَذَا وَمَا ينزل إِلَّا هُوَ فجَاء ابْن الْمُعْتَمد الْحَاجِب وَقَالَ لقَاضِي الْقُضَاة مَا ذكره شيخ الشُّيُوخ وَقَالَ أَنا مَا أنزل وَكثر الحَدِيث فَمضى إِلَى شيخ الشُّيُوخ وَقَالَ
قد افتضحنا وَالنَّاس يَضْحَكُونَ علينا وأنتما صَدرا هَذِه الْأمة من جَانب الشَّرْع وَالدّين كَيفَ يسمع هَذَا عنكما وَبَالغ فِي القَوْل وَقرر أَن ينزلا مَعًا من غير أَن يتَقَدَّم أَحدهمَا على الآخر
وَمضى ابْن السلماسي الْحَاجِب إِلَى عِنْد شيخ الشُّيُوخ يعضده وينزله وَمضى ابْن الْمُعْتَمد إِلَى قَاضِي الْقُضَاة يعضده وَالنَّاس ينظرُونَ إِلَيْهِمَا والخدم أَيْضا والمماليك والأمراء مَعًا
فَلَمَّا نزل شيخ الشُّيُوخ وَسَار على الأَرْض رَجَعَ قَاضِي الْقُضَاة وَترك رَحْله فِي الركاب واستوى رَاكِبًا فَرَآهُ شيخ الشُّيُوخ فَقَالَ هَذِه كَانَت حِيلَة مبارك حسن أَنا أمضي إِلَى بَين يَدي مركوبه وَجَاء مسرعا إِلَى بَين يَدي بغلة قَاضِي الْقُضَاة ووقف هُوَ وَشَيخ الشُّيُوخ وَالنَّاس ينظرُونَ مَا يَقُول قَاضِي الْقُضَاة فَقَالَ أَمر بِإِخْرَاج الموكب الشريف لتلقيك يَا شيخ الشُّيُوخ إِكْرَاما لَك فتقابل مَا شملك من الإنعام بتقبيل الرغام وَالله الْمُوفق للإتمام وَلم يذكر سوى هَذَا وَركب وَالنَّاس بأسرهم ركبُوا تبعا لَهما وَجَاء الموكب إِلَى بَاب الْحُجْرَة الشَّرِيفَة وَاسْتَأْذَنَ الْخَلِيفَة فَخرج إِلَيْهِ مُجَاهِد الدّين خَالص فَأذن لَهُ وَكَانَ أستاذ الدَّار هُنَاكَ فَدخل وَجلسَ على كرْسِي بَين يَدي