وفيهَا هرب جمال الدّين خشترين من الْموصل وَجَاء إِلَى بَغْدَاد وَمَعَهُ حُدُود ثَلَاثمِائَة فَارس ببرك جميل وتجمل زَائِد فَوقف عِنْد الكشك الْجَدِيد عِنْد ظَاهر السُّور وَنفذ صاحبا لَهُ يطْلب رجلا متفقها من أهل حماة كَانَ يلوذ فِي تِلْكَ الْأَيَّام باستاذ الدَّار ابْن الصاحب فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ عرفه

أَن جمال الدّين خشترين قد هرب من أهل الْموصل وَقد التجأ بالعتبة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة وَهُوَ يطلبك فَقَالَ الْحَمَوِيّ

مَا أقدر أمضى مَعَك إِلَّا بِإِذن من أستاذ الدَّار فَقَالَ لَهُ

افْعَل وَمضى وعرفه وُصُول الْمَذْكُور واستأذنه فِي الْخُرُوج إِلَيْهِ فَخرج إِلَيْهِ

فَلَمَّا رأى الْمَذْكُور ترجل لَهُ وترجل لَهُ خشترين وَسلم عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ كَيفَ كَانَ الْمُوجب فَقَالَ إِنَّنِي كنت فِي السّنة الخالية يَعْنِي سنة ثَمَان وَسبعين قد وصلت إِلَى بَغْدَاد فِي خدمَة أتابك صَاحب الْموصل لما تَوَجَّهت إِلَى الْحَج وَمَعِي جمَاعَة من الْأُمَرَاء وَكنت كثير الِاجْتِمَاع بك وَكتب الْأُمَرَاء الَّذين كَانُوا معي إِلَى الْموصل يَقُولُونَ لمجاهد الدّين الْخَادِم الَّذِي فِي الْموصل أَن ختشترين قد قرر أمره فِي بَغْدَاد وَأَن الْوَاسِطَة بَينه وَبَين أستاذ الدَّار رجل من أهل حماة فأرادوا الْقَبْض عَليّ وَأخذ مَالِي فهربت مِنْهُ وَقد أتيت إِلَى هَاهُنَا على عزم الْخدمَة بالديوان الْعَزِيز فَمضى الْحَمَوِيّ إِلَى أستاذ الدَّار وعرفه بِهَذِهِ الْحَال فَتقدم أستاذ الدَّار إِلَى الْحَمَوِيّ بِأَن يمْضِي إِلَى خشترين وَيَقُول لَهُ قد رسم أَن تضرب خيمك ظَاهر سور بَغْدَاد على شاطئ دجلة حَتَّى يعين لَك مَوضِع ونستأذن الْخَلِيفَة فِي معناك فَأنْزل عِنْد جَامع السُّلْطَان ظَاهر السُّور وَتقدم لحمل إِقَامَة كَبِيرَة إِلَيْهِ فَحملت على يَد الْحَمَوِيّ

فَلَمَّا مضى ثَلَاثَة أَيَّام سَأَلَ خشترين أَن يدْخل الْبَلَد وَأَن يقبل الأَرْض بِبَاب النوبى وَأَن يدْخل إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز فَأخْرج إِلَيْهِ الْحَاجِب على صَاحب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015