وَهُوَ يَكْتُبهَا عِنْده ويعده لوقت الْحَاجة ويجعله طَرِيقا إِلَى قتل أستاذ الدَّار وأستاذ الدَّار لَا يعلم بذلك

وفيهَا تقدم أستاذ الدَّار ابْن الصاحب إِلَى قَاضِي الْقُضَاة ابْن الدَّامغَانِي أَن يُطَالب عماد الدّين بن رَئِيس الرؤساء بِمَال إخْوَته الْأَيْتَام فطالبه وأحضره وحبسه ثمَّ سَأَلَ الْعِمَاد أَن ينظر مُدَّة شَهْرَيْن إِلَى أَن يحصل المَال وَكَانَ أستاذ الدَّار العزيزة يُرِيد هَلَاكه فنفذ إِلَيْهِ ابْن البُخَارِيّ نَائِب الوزارة ابْن التعاويذي الشَّاعِر وَكَانَ يَوْمئِذٍ يَنُوب عَن ابْن البُخَارِيّ فِي إقطاعه وَهُوَ صَاحبه قبل الْولَايَة وَكَانَ ابْن التعاويذي غُلَام بَيت رَئِيس الرؤساء وشاعرهم وبهم عرف وَقَالَ لَهُ

قل لعماد الدّين يَقُول لَك ابْن البُخَارِيّ خُذ لنَفسك وَأبْصر لأمرك فَأَنت هَالك فَإِن أستاذ الدَّار مَا قَصده إِلَّا نَفسك وَقد جعل المطالعة بِمَال الْأَيْتَام طَرِيقا إِلَى إِتْلَاف نَفسك وَقد نَصَحْتُك

فَاعْتقد عماد الدّين بن رَئِيس الرؤساء أَن ابْن البُخَارِيّ قد نصحه بذلك وَلم يكن ذَلِك نصحا بل نفذ أستاذ الدَّار إِلَى ابْن البُخَارِيّ وَقَالَ لَهُ راسل عماد الدّين بِكَذَا وَكَذَا بِحَيْثُ يهرب إِلَى جِهَة من الْجِهَات وَيعرف الْخَلِيفَة أَنهم مَا يقدرُونَ يرَوْنَ زَمَانا هُوَ فِيهِ خَليفَة وَأَنه مَتى هرب وَاحِد مِنْهُم انقلع الْبَيْت جَمِيعه

وَأَن ابْن رَئِيس الرؤساء أَخذ هَذَا الْكَلَام بِظَاهِرِهِ وَرَآهُ نصحا فَخرج على وَجهه هَارِبا وَعَلِيهِ صدرة خام وَتَحْته أتان وَفِي رجلَيْهِ نَعْلَانِ من صوف وَمَعَهُ رجل صوفي يَخْدمه وَلم يعلم بِهِ أحد حَتَّى صَار فِي بِلَاد الشَّام واعتصم بِالْملكِ النَّاصِر صَلَاح الدّين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015