شمس الدّين الركاب سلار صَاحب الْخَلِيفَة وَالْمُتوَلِّيّ لديوان الْبَرِيد وَحَدِيث من يصل من الجوانب فَقَالَ لَهُ الصاحب مجد الدّين أستاذ يسلم عَلَيْك وَيَقُول قد أذن لَك أَن تحضر إِلَى الدِّيوَان فِي غَدَاة غَد وَأما تَقْبِيل العتبة الشَّرِيفَة فمالك بذلك حَاجَة لِأَن الرُّسُل يقبلُونَ الْبَاب الشريف نِيَابَة عَن مرسلهم وَأَنت عَمَّن تقبل هَذِه العتبة قد أعفيناك عَن هَذَا ثمَّ مضى من عِنْده وَأصْبح فِي ذَلِك الْيَوْم الَّذِي تقدم إِلَيْهِ فِيهِ أَن يحضر وَلبس قبَاء أَحْمَر بباولي نَسِيج من ثِيَاب أتابك صَاحب الْموصل وَركب مَعَه جماعته بالأعلام المنشورة والبيارق وَمَعَهُ خادمان وَدخل فِي جمَاعَة وَمَعَهُ الْحَمَوِيّ إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز وَفِيه النَّائِب ابْن البُخَارِيّ
فَلَمَّا وصل إِلَى الدِّيوَان وَدخل تقدم إِلَيْهِ
أَن اجْلِسْ على طرف الإيوان الَّذِي فِيهِ مُسْند الوزارة سَاعَة ثمَّ أذن لَهُ بِالدُّخُولِ إِلَى نَائِب الوزارة فَقَامَ وَدخل إِلَى السّتْر الأول فَمنع جَمِيع من كَانَ مَعَه وَدخل هُوَ والحموي فَحسب وَكَانَ النَّائِب جَالِسا فِي الدِّيوَان فِي حجرَة الصَّلَاة الَّتِي على بَاب بَيت الْجَيْش وَعِنْده صَاحب الْحجاب شمس الدّين بن جَعْفَر فَجَذَبَهُ جمال الدّين بِيَدِهِ إِلَى الأَرْض ثَلَاث مَرَّات فَلَمَّا قَارب أَن يصعدوا للصفة قَالَ لَهُ النَّائِب
مرْحَبًا بِجَمَال الدّين وتحرك إِلَيْهِ فتحول وَجلسَ جمال الدّين خشترين فَقَالَ لَهُ النَّائِب
كَيفَ كنت فِي هَذِه الْحَرَكَة فَقَامَ وخدم فَقَالَ لَهُ
طب نفسا ثمَّ أخلا لَهُ الْمجْلس وَلم يبْق مَعَه سواهُ فَحسب وَخرج الْحَمَوِيّ مَعَ الْجَمَاعَة ثمَّ قَالَ لَهُ
مَا يُرِيد الْأَمِير فَذكر لَهُ حَاله مَعَ أهل الْموصل وَأَنَّهُمْ أَرَادوا قَبضه وَلم يكن السَّبَب إِلَّا محبتي للديوان الْعَزِيز مجده الله تَعَالَى
فَقَالَ لَهُ النَّائِب هَذَا قد عَرفْنَاهُ نُرِيد أَن تعرفنا كم كَانَ لَك عِنْد صَلَاح الدّين وَلم فارقته وَكَيف تُرِيدُ تكون عندنَا بِحَيْثُ نطالع