وفيهَا بذل مَسْعُود بن جَابر الَّذِي كَانَ خَازِن المخزن وحاجبا بَين يَدي ابْن الْعَطَّار عشرَة آلَاف دِينَار ليَكُون صَاحب المخزن الْمَعْمُور وَكَانَ أستاذ الدَّار قد تغير عَليّ ابْن شبيب صَاحب المخزن فَتقدم بِالْقَبْضِ على ابْن شبيب وَالتَّوْكِيل بِهِ فِي دَاره وترتيب مَسْعُود بن جَابر صَاحب المخزن ولقب فَخر الدّين وَتقدم إِلَيْهِ أَن يسكن فِي دَار ابْن الْعَطَّار الَّتِي هِيَ مُقَابلَة لباب الْحرم الشريف وخلع عَلَيْهِ فِي دَار أستاذ الدَّار والمشرف عَلَيْهِ ابْن رزين وَكَانَ يَوْمئِذٍ وَكيل الْخدمَة الشَّرِيفَة يشْهد عَلَيْهِ فِي بيع الْأَمْلَاك وشرائها ويستأذن فِي تَزْوِيج المماليك الْخَواص وَيشْهد عَلَيْهِ فِي الْعتْق كل ذَلِك عَن الْخدمَة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة الإمامية الناصرة لدين الله تَعَالَى
وفيهَا مَاتَ الْأَمِير أَبُو مَنْصُور أَخُو النَّاصِر لدين الله وغسله الْعدْل بن الْحَرَّانِي وَأخذ سلبه يحيى الْفراش فَكَانَ من جملَة مَا أَخذ مِنْهُ أثاث وقماش وَفِضة يُسَاوِي عشرَة ألف دِينَار وَكَانَ من جملَة ذَلِك مُسْند زركش وطراحة زركش بِأَلف دِينَار وَجَمِيع مَا اسْتعْمل فِي غسله من طاسة فضَّة وطست فضَّة وَغير ذَلِك وَكَانَ يَوْم مَوته يَوْمًا مشهودا عَظِيما وَلم يتَأَخَّر أحد من أَرْبَاب الدولة وَغَيرهم من كبار أهل بَغْدَاد إِلَّا وَحضر إِلَى الدَّار العزيزة
وَكَانَت أَيْضا مَاتَت العباسة إِحْدَى جِهَات المستضئ بامر الله وخلفت أَمْوَالًا كَثِيرَة وَبيع مَا كَانَ لَهَا من جهاز وأثاث بديوان الْأَبْنِيَة وَأخرج لَهَا ثوب كَبِير الأكمام بلؤلؤ كبار وقبقاب أَيْضا عَلَيْهِ لُؤْلُؤ ومداس لُؤْلُؤ وَكَانَ المتولى لهَذِهِ الْأَمْوَال أستاذ الدَّار ابْن الصاحب لم يُشَارِكهُ أحد فِي ذَلِك سوى يحيى الْفراش فَيَأْخُذ ابْن الصاحب مَا يُرِيد وَيُعْطِي ليحيى مَا يُرِيد والخليفة مَشْغُول بمتنزهاته وصيده وَكَانَ ابْن يُونُس أَبُو المظفر هبة الله نَائِب أستاذ الدَّار ابْن الصاحب فِي ديوَان الْأَبْنِيَة وَجَمِيع هَذِه الْحَال يعلمهَا