إِلَيْهِم جمَاعَة من أَصْحَابه فقبضوهم جَمِيعًا فَأصْبح الَّذين بسنجار قد انْكَسَرت شوكتهم وَضعف بأسهم فأنفذ شرف الدّين أَمِير أميران هندو بن مودود أَخُو أتابك الْموصل عز الدّين يطْلب أَمَانًا فَأُجِيب إِلَى مَا سَأَلَهُ وسيرت إِلَيْهِ هَدَايَا وتحف وعطايا وَخرج من سنجار إِلَى الْموصل بكوسه وَعلمه وأجناده ونعمه وَحرمه وتسلم السُّلْطَان سنجار وقلعتها وَخرج إِلَيْهِ أعيانها وَاسْتَبْشَرُوا بقدومه وَأسْقط مَا كَانَ بهَا من المكوس والضرائب وَجعل فِيهَا واليا هُوَ الْأَمِير سعد الدّين مَسْعُود بن معِين الدّين أنر وَكتب رياستها لأحد بني يَعْقُوب وعول مِنْهُم فِي قَضَائهَا وتنفيذ أَحْكَامهَا على نظام الدّين نصر بن المظفر
وَلما رتب السُّلْطَان الْأُمُور بسنجار أحضر الْأُمَرَاء وَأَصْحَاب المشورة فأشاروا عَلَيْهِ بِالْإِقَامَةِ بمَكَان يحملهم حَتَّى يَنْقَضِي فصل الشتَاء وَمَعَ انقضائه يتَوَجَّه بهم حَيْثُ يَشَاء من الْأَمَاكِن والبلدان فامتثل مَا أمروا بِهِ ثمَّ نَهَضَ