منا وتلطف بِهِ فِي الْخطاب فَلَمَّا اجْتمع بالسلطان استعفى من التَّكَلُّم وَاسْتوْفى حَدِيثه مَا سَمعه من الْأَقْسَام فَقَالَ لَهُ صَلَاح الدّين هَذِه أشهر شراف وَقد عزمنا على الرحيل وَنهب لوصولك الْموصل وَكَانَ نزُول السُّلْطَان عَلَيْهَا فِي رَجَب وَعشرَة أَيَّام من شعْبَان
كَانَ من بسنجار من المواصلة مُدَّة مقَام السُّلْطَان حِصَار الْموصل يقطعون دونه من أَرَادَ الْوُصُول إِلَيْهِ فَأمر السُّلْطَان ابْن أَخِيه وَالِدي الْملك المظفر أَن يمْضِي يحصر سنجار فَسَار بِمن مَعَه من الْعَسْكَر حَتَّى صبح بأرنجان فوافاه عَسْكَر مُجَرّد من المواصلة إِلَيْهَا فعبى أَصْحَابه ميمنة وميسرة وَعطف بهم فأحاط بهم فكبسهم جَمِيعًا وَأخذ خيولهم وعددهم ووكل بهم من دِرْهَم إِلَى الْموصل رجالة وَاحْتبسَ عِنْده جمَاعَة من مقدميهم وَكتب بخبرهم إِلَى السُّلْطَان فَلَمَّا وَصله ذَلِك رَحل من الْموصل إِلَى سنجار بِجَمِيعِ عساكره وَمَعَهُ رسل الْخلَافَة وَنزل على سنجار بعد لَيَال فَكَانَ نُزُوله عَلَيْهَا فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شعْبَان فَضرب مخيمه على عيونها واقتسمت عساكره الْمنَازل بأقطارها وبدأهم بالمراسلة وخوفهم عواقب الْمُخَالفَة فَأَبَوا إِلَّا الجلاد ولجوا فِي العناد فَأمر السُّلْطَان بمضايقتهم وَنصب عَلَيْهَا منجنيقا وَاشْتَدَّ النزال وَدخل شهر رَمَضَان فَأمر السُّلْطَان بالإحجام عَنْهُم والاحتراز من إِرَاقَة الدِّمَاء وَكَانَ فِي كل يَوْم يركب للإرهاب وهم مَعَ ذَلِك يبالغون فِي التحفظ فجَاء إِلَى السُّلْطَان لَيْلَة من اللَّيَالِي من أخبرهُ أَن الحراس نيام فندب