لوداع شيخ الشُّيُوخ وشهاب الدّين بشير بَعْدَمَا أصحبهما من التحف السّنيَّة والهدايا المرضية للمواقف المقدسة النَّاصِر لدين الله صلوَات الله عَلَيْهَا وَكتب على يَده كتابا إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز بِمَا رأى وَشَاهد من أَحْوَال المواصلة وَمَا افتعلوه من سوء التَّدْبِير والمحال وَالْخداع
ورحل السُّلْطَان إِلَى نَصِيبين فحين قدمهَا شكا أَهلهَا من أبي الهيجاء السمين فَأمر بصرفه عَنْهُم واستصحبه مَعَه وَجعل بهَا بعض أمرائه وَخرج مِنْهَا مُتَوَجها إِلَى دَارا فَتَلقاهُ أميرها صمصام الدّين بهْرَام الأرتقي فَأكْرمه وأنعم عَلَيْهِ وشرفه ورحل من دَارا مُتَوَجها إِلَى حران
وَلما وصلنا إِلَى حران ضرب السُّلْطَان مخيمه فِي ظَاهرهَا وأقمنا هُنَاكَ للاستراحة مشتغلين بشكر الله تَعَالَى على نعمه فَأمر السُّلْطَان وَالِدي الْملك المظفر بِالرُّجُوعِ إِلَى حماة بعسكره فرجعنا من هُنَاكَ وَأمر جمَاعَة من الْأُمَرَاء بِالرُّجُوعِ إِلَى أماكنهم وبلدانهم وَأقَام السُّلْطَان بِظَاهِر حران فِي خَواص أَصْحَابه بَقِيَّة شَوَّال وَذي الْقعدَة واياما من ذِي الْحجَّة فَلَمَّا رأى المواصلة انْفِرَاد السُّلْطَان عَن أَصْحَابه بحران وتفرقهم عَنهُ فِي الْبِلَاد حملهمْ جهلهم على أَن اجْتَمعُوا وتحاشدوا وقصدوا حربه طلبا لغرته ووحدته
لما كَانَ السُّلْطَان محاصرا للموصل ووصلت رسل مُلُوك الْأَطْرَاف والجوانب إِلَيْهِ شافعين لصَاحِبهَا وَكَانَ فيهم رَسُول شاه أرمن صَاحب