(فسؤال جودك عزة للمجتدي ... ونداك تشريف ورفعة مَوضِع)
(فَاسْلَمْ على مر الزَّمَان ممتعا ... بِالْملكِ دهرا وَالْمحل الأرفع)
(فَإِذا بقيت فلست أحفل من مضى ... وَإِذا حييت فَمَا أُبَالِي من نعى)
ثمَّ إِن السُّلْطَان بَقِي بحمص أَيَّامًا قَلَائِل رَحل مِنْهَا قَاصِدا إِلَى حماة فَنزل بهَا وَكَانَت حماة لوالدي الْملك المظفر وَكُنَّا مَعَه فَأمره السُّلْطَان أَن يرتب أُمُور حماة ويرتب أَحْوَال ثغرها فَعمل مَا أمره وَبَقِي السُّلْطَان بحماة يَوْمَيْنِ ثمَّ رَحل عَنْهَا يُرِيد حلب وَفِي عزمه النُّزُول عَلَيْهَا فَبينا نَحن سائرون وَإِذا قد وصل كتاب مظفر الدّين كوكبوري بن زين الدّين على بن بكتكين كوجك فَأعْلم السُّلْطَان بوصوله إِلَى خدمته وَالدُّخُول تَحت أمره وطاعته فَلم يلبث أَن وصل مظفر الدّين كوكبورى وَاجْتمعَ بالسلطان وخلى بِهِ وَأَشَارَ عَلَيْهِ بعبور الْفُرَات والاستيلاء على تِلْكَ الممالك والولايات وَقَالَ لَهُ أَنا بَين يَديك وناصح لَك ومحب لأيامك وَقد علمت مَا المواصلة عَلَيْهِ من نكث إيمانك وعهودك وَإِذا ملكت تِلْكَ الْبِلَاد