وأغناه قتال بني أبيه ... مناجزة لدى لُجَجِ البِحارِ
158 - قال صاحب الكتاب: ويقال الرجل العاقل لا يُرى إلا في مكانين ولا يليق به غيرهما: إما مع الملوك مكرماً وإما مع النساك في مساجدهم متبتلاً. كالفيل الذي بهاؤه في موضعين إما في بريته وحشياً وإمل للملوك مركباً.
" 203 " قال ابن الرقيات لعلي بن عامر بن مُعمر القُرشي:
أُعيذُكَ أن أراك جليسَ من لا ... يكون من التُّقى فيه سقامُ
وإن لم تُؤتَ ذاك فكن سميراً ... لقيلٍ أو تُجالِسكَ الكِرامُ
" 204 " قال الراعي:
إذا أقبلَ المالُ السَّوام وغيرُهُ ... فتَثميرُهُ من لحظةِ العين أسرعُ
وإن هُو ولى مُدبراً ففناؤهُ ... وشيكاً من التثمير أرجى وأنجعُ
" 205 " قال حماد عجرد:
عثرَ وكنْنتَ المرءَ يحسُنُ هديهُ ... فأنتَ مَلومٌ حيثُ كُنتَ مُغضَّضُ
فأنت ولو أعملت ليلك قائماً ... على عثرةٍ لا تستمرُّ فتنهضُ
" 206 " قال ليلى الاخيلية لعبد الرحمن بن الأشعث في محاربته الحجاج:
حداكَ الحينُ أن غالبتَ مَلْكاً ... أريباً ذا مُخاتلةٍ وحظمِ
ومصنوعاً له فيما أتاهُ ... إلى الأملاكِ من وِترٍ وغمِّ
فدونكها فذقْ كأساً فقُولاً ... على طعمين ممقورٍ وسمِّ
" 207 " قال بعض التغلبيين في جساس بن مرة:
ستعلم من عاديتَ إذ أنتَ جاهلٌ ... وأيُّ فريقينا أعزُّ وأقدمُ
ألسنا كبحرٍ فاضَ ليلاً كملِ مَا ... ليالي قابوس يجورُ ويظلمُ
فلم يُدرَ من أي النواحي رَمَتْ بنا ... إليه النَّواحي وهو خزيانُ مُفْحَمُ
وإن لم ينلكُم مِثلُها غِبَّ مصدرٍ ... فنحنُ إذاً منكم أعقُّ وأظلمُ
163 - قال صاحب الكتاب: ويقال ويل لمن ابتلي بصحبة الملوك الذين لا يكرم عليهم صاحبهم إلا أن يطمعوا منه في غنى أو يحتاجوا إليه، فعند ذلك يقربونه ويكرمونه. فإذا قضوا منه حاجتهم فلا ود ولا إخاء، لا البلاء مجزيٌّ ولا الذنب معفو عنه له.
" 208 " قال في مثله عمران بن حِطان لعنه الله في عبد بن ذُهْل الدَّارمي وكان مع الحجاج لعنه الله:
تُصاحِبُ من لا يستقلُّ برأيهِ ... وإن كنت ذا بأسٍ ورأي مُجربِ
ومن هو لاهٍ عنك حتى تسومهُ ... بخسفٍ صغيرٍ مثلهُ في المُركَّبِ
فيطمع أو يحتاج منك إلى الذي ... يذُبُّ ويُغني عنهُ في كُلِّ مذهبِ
ففي مثل هذا لنْ تزال مُكرَّماً ... بأحسن نَشرٍ عنده وتقرُّبِ
وعند تقاضي حاجةٍ فمُباينٌ ... يراك بعينِ الشانئ المُتَعَتِّبِ
فإن تُبلِ لا يُجزي بخيرٍ وإن تَكُنْ ... صحيحاً فمنسوبٌ إلى غيرِ أحربِ
فأمسك عليك الصاحب الصدقَ والذي ... يواسيكَ فيما نابَ غير مُؤنِّبِ
" 209 " قال جرير بن الخطفي في خارجة بن عيينة بن حصن الفزاري:
ولِمْ لا تكونُ الفردَ والسَّيِّدَ الذي ... إليه تناهى الجودُ والبأسُ والفخْرُ
وسائلُكَ المُعْتَرُّ أنجَحَ سائلٍ ... وجارُكَ في أمْنٍ يُجيرُ بِهِ الدَّهْرُ
" 210 " قال جرير بن الخطفي أيضاً: