لدى بابه واستفسد الأدب الذي ... ينال به من نال فوز الغنائمِ
وإن كانت الأشياءُ تجري فتنتهي ... إلى خطر عالٍ جسيم المداهمِ
" 196 " قال مطيع بن إياس وكان صفي يحيى بن زياد الحارثي وكان أحد أهل الأدب والعلم في زمانه:
أزور أخي في رحلهِ ويزورني ... مُلاطفةً وحُسن وِصالِ
ونطرح فيما بيننا حشمة الألى ... تعاطوا وداداً لا يتم بحالِ
فيأكلُ من أكلي ويشربُ مشربي ... ويسعى بسعيي ناصراً ويوالي
فروحي له رُوحٌ ومهجةُ نفسهِ ... كمهجة نفسي في جميع خلالي
152 - قال صاحب الكتاب: ويقال لا يكثر الرجل على إخوانه حمل المؤونات فيبرمهم ويؤذيهم. فإن عجل البقرة إذا أكثر مصها فأفرط فيه ضربته برجلها حتى تنفيه عنها وتطرده.
" 197 " قال أبو طالب بن عبد المطلب:
إنَّكَ إنْ كَلَّفْتَنِي ما لَمْ أطقْ ... سَاءَكَ مَا سَرَّكَ مِني مِنْ خُلُقْ
153 - قال صاحب الكتاب: يقال الصديق صديقان: صديق طباع وصديق اضطرار وكلاهما يلتمس المنافع ويحترس من المضار. فأما المطبوع منهما فموثوق به على كل حالاته وأما المضطر اليه منهما فله حالات يُسترسل إليه فيها وحالات يتقى فيها. فلا يزال يرتهن منه بعض حاجاته ببعض ما يبقى من الحاجة إليه.
" 198 " قال مسكين الدارمي:
تعلَّم بأنَّ الاصدقاء ثلاثةٌ ... وما كُلُّ من آخيتهُ بِصديقِ
واصفاهم وداً أخو الطبع منهم ... وأثبتهم في وحدةٍ وفريق
فذلك موثوقٌ به في أموره ... وفي كُلِّ ما حال أعزُّ وثيق
وأكذبهم وداً أخو الكأس إنه ... صديق صبوح دائم وغبوقِ
وبينهما المُضطرُّ يلتمس التي ... جميعهم فيها بِكُلِّ طريقِ
فذاك تُدانيه فَتدنيه مَرَّةً ... وتجفوه أخرى منك فعل رفيق
تُكافيه في الحالات ما كان يرتجى ... وتحذرُ منه القرب عند مضيق
وكلهم في طبعهِ يحذَرُ التي ... تضرُّ ويرجو النَّفع كلَّ شروقِ
" 199 " قال مسكين الدارمي أيضاً:
أخذتَ صديقاً طارفاً وأضعتني تليداً وهل يزكو الطريفُ ويثمرُ
فمن ذا الذي بعدي يرجيكَ نافعاً ... ولم يُبد بأساً منك في حيثُ تصدرُ
" 200 " قال ابن ميادة:
أُعينُ أخي في كُلِّ أمرٍ يُريدُهُ ... إذا ما التقينا في الذي هُو ذاكرُه
وأفشي إليه السِّرَّ فيما ينوبني ... فتسكن نفسي حين فيه أُناظره
فيا لك عوناً ما يكون التقاؤنا ... على الهمِّ تُسليه الطويلِ يُخامره
" 201 " قال عروة العبسي:
إذا المرءُ لم يقدم على الهول لم ينل ... رغائب دُنياه وإن كان حازماً
ومن ترك الأمر الذي علَّه به ... إذا جد فيه مبلغ الحاج سالماً
مخافة أمرٍ علَّهُ أن يكيده ... فليس بذي أوبٍ مدى الدَّهرِ غانما
" 202 " قال سلمة بن الوليد الكلبي في قسطنطين الرومي مولى معاوية لعنه الله وهو الذي كان معاوية بعثه فأذَّنَ في قسطنطينية وكان يلي غزواً في البحر:
بهمتهِ ومبعده وعظم ... من الخطر السَّنِيِّ بلا تماري
تناولَ خِدمةَ الملكِ ابن حربٍ ... فقام بها وحزمٍ غيرِ عارِ