وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} 1. وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} 2.
وقال تعالى: {وَالْعَصْرِ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} 3.
وبذلك الإيضاح فلا تحتاج القضايا الغيبية والمشاهدة إلى بيان رأي الفلسفة فيها؛ لأن الإسلام لم يترك للعقل العنان في تفسيرها حتى لا يشطح في الخيال، فيهدم بذلك جوانب الحياة، ومنها التربية، ولكن المنهج الإسلامي قيد هذا الأمر بالعلم الصحيح، قال تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} 4.
والفلسفة تشتمل دائماً على أسئلة مفتوحة أكثر من اشتمالها على أجوبة منتهية مقفلة كقوانين العلم 5؛ لأن الأدوات المستخدمة عند الفيلسوف هي المفاهيم والكلمات، وما يمكن أن ينظمها من أشكال في اللغة، فعندما نقول: “الصحة شيء حسن” فإن الفيلسوف لا يفترض وضوح هذا القول، وقد يسأل مثل هذه الأسئلة “هل الصحة شيء”؟ وإذا كانت كذلك فبأي معنى؟ هل هذا الفرض صحيح في كل زمان ومكان؟ أو أنه يتوقف على ظروف لم يعبر عنها تعبيراً واضحاً؟ وعلى أي أساس يقوم هذا التأكيد؟ وما نوع الدليل الذي يمكن تقديمه لمساندته؟ 6.