9- الوجودية، وموضوعها، يرتكز على أنه لا يمكن معرفة الحياة إلا بقوة عارفة تستطيع أن تسوق الفرد وتتغلغل فيه وتتحد به، وهذه القوة هي (الحدس) وزعيمها هو (هنري برجسون) .

ومما سبق يتضح: أن أهداف الفلسفة متعددة، وميادينها متنوعة، فهي تبحث عن حقيقة كل شيء، لمعرفة بواطن الأشياء، وأصولها المحسوسة، وغير المحسوسة التي ندركها والتي لا ندركها، وحتى في صفات الخالق جل شأنه. ووسيلة فلاسفتها في ذلك العقل والظن والجدل. قال تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} 1.

فالذي: “يظهر أن الفلسفة منطقاً أو جدلاً تسير بمقتضاه الفلسفات، فكل فيلسوف يقف من موقف المجاور والمجادل من زاويته الخاصة، فيرفض من هذه الزاوية التي يقف عليها ما لا يراه من خلالها، ويثبت ما يراه هو في نفس المسائل 2؛ لذا يصدق عليهم قوله تعالى: {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ} 3.

لكن الإسلام أوضح لنا علاقة الإنسان بخالقه، وبالكون وبمجتمعه في الكتاب والسنة النبوية المطهرة، ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} 4. وقال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015