هناك تساؤل يطرح نفسه تحت هذا العنوان، وهو: ما هدف الفلسفة وما ميدانها الذي تبحث فيه، هل هو الإنسان؟ أم الكون؟ أم ما وراء الطبيعة؟ أم أنها تدرس العلاقة بينها؟ وبأي وسيلة تدرس ذلك؟ .
إن الإجابة عن هذه الأسئلة تنير أمامنا الطريق لمعرفة هل نحن في حاجة لها؟ وهل توجد فلسفة إسلامية؟ أم أنه من الضروري وجودها؟ .
“إن الفلسفة تريد أن تعرف كل شيء وكنهه وأصله وغايته، ولا تكتفي بالظواهر، بل تريد النفوذ إلى البواطن، ولا تكتفي بهذا العالم المحسوس، بل تريد أن تعرف ما وراءه، وما كان قبله، ومن خلقه، ومن أي شيء خلقه، وتريد أن تعرف من هو هذا الخالق؟ وما كنه ذاته؟ وما حقيقة صفاته؟ وما هو هذا الإنسان؟ وما حقيقته؟ وما هو عقله؟ وكيف يتم إدراكه؟ وما مبلغ هذا الإدراك من الصحة؟ وما هو الخير؟
وما الجمال؟ ولم كان الخير خيراً والجميل جميلاً؟ .. إلى غير ذلك من الأسئلة التي لا تنتهي، سعياً وراء معرفة المبادئ الأولى لكل شي”1.