وانتهت الفلسفة الحديثة في تناقضها وتهافتها إلى مذهبين رئيسيين متعارضين، التسليم بواحد منهما يقتضي التكذيب للمذهب الآخر، بل ينقضه من أساسه.

وهذان المذهبان هما:

المذهب الواقعي: وهو الفلسفة القائلة بوجود الأشياء الخارجية فقط، وأن لا شيء وراءها من عقل أو روح أو إله.

المذهب المثالي: الذي يقول بأن علة وجود الأشياء هو مجرد تفكيرنا في أنها موجودة، فإن لم يوجد الفكر فيها فلا وجود للأشياء 1.

وقد بلغت المادية منتهاها على يد (فوغت، وبوخنز، وزولي، وكومت، ومولشات) ومن سار على منهجهم من الفلاسفة، حيث يبطلون وجود كل شيء ما خلا المادة وخصائصها، وقام (مل) بإشاعة المذهب التجريبي النفعي في الأخلاق، وعرض سبنسر بكل قوة النظرية القائلة بحدوث هذا الكون بدون خالق، وبظهور هذه الحياة من تلقاء نفسها 2.

تلك نبذة عن مراحل الفلسفة وعصورها بشيء من الاختصار، حيث يظهر الاتجاه المادي التجريبي البحت، والخيال المجنح لدى فلاسفة الغرب في تفسيراتهم دون قيود دينية تحكمهم وتوجههم، بل فصلوا الدين عن العلم، وتركوا تفسيراتهم تنصب على أمرين، هما: العقل بلا قيود والمادة بالتجربة.

ولقد نتج عنها التفرقة والضلال لدى من اعتنقها من المسلمين، فجعلتهم أشتاتاً وأحزاباً، وتسبب ذلك في الضياع النفسي والديني لمن خاضها واعتنقها باعترافهم. مثل: شمس الدين الخسروا شاهي “وكان من أجلّ تلاميذه فخر الدين الرازي، حيث يقول لبعض الفضلاء، وقد دخل عليه يوماً، ما تعتقده؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015