أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني إجازة قال: أخبرني المظفر بن يحيى قال: أخبرنا علي بن محمد قال: أنشدني ابن عروس لماني:
لم يَبقَ إلاّ نَفَسٌ خَافِتُ ... وَمُقلَةٌ إنْسانُها باهِتُ.
بلى، وما في جسمه مَفْصِلٌ ... إلاّ وفيهِ سَقَمٌ ثابِتُ.
فدمْعُهُ يجري وأحشاؤه ... تُوقَدُ إلاّ أنّهُ سَاكِتُ.
وله، أعني ماني:
مُعَذَّبُ القَلبِ بالفِرَاقِ ... قدْ بَلَغَتْ نفسُه التراقي.
وَذابَ شَوْقاً إلى غَزَالٍ ... أوضَعَ للبَينِ بانْطِلاقِ.
لم يُبْقِ منهُ السَّقامُ إلاّ ... جِلداً على أعْظُمٍ رِقَاقِ.
لَوْلا تَسَلّيه بالتّبَكّي ... آذَنَتِ النّفْسُ بالفِرَاقِ.
ولي من أثناء قصيدة:
لحى يوْمَ البَينِ كم دمٍ عاشِقٍ ... أرَاقوا بهِ لا يطلُبونَ بِثَارِهِ.