ولي أيضاً من أثناء قصيدة:
كَمْ غَادَةٍ غَازَلتُهَا، ومَفَارِقي ... سُودٌ، وَما خَطّ المَشيبِ ذُؤابَتي
حَوْرَاءَ من وَحشِ الصّرَاةِ، غَرِيرَةٍ ... تَصْبي الحَلِيمَ، دَعَوْتُهَا، فأجَابَتِ
بِتْنَا جَميعاً في مُلاءةِ عِفّةٍ، ... وَرَقِيبُنا نَاءٍ، وَإزْرِ صِيانَةِ
نَشكُو هَوَانَا، وَالتّصَوّنُ حَاجِزٌ ... مَا بَيْننَا، نَعنُو لَهُ بِالطّاعَةِ
حَتى إذا أبْدَى الصّبَاحُ جَبينَهُ، ... وَتَكَلّمَتْ وَرْقَاءُ فَوْقَ أرَاكَةِ
نَهَضَتْ مُوَدِّعَةً، وَأوْدَعَتِ الحشا ... مِنّي تَلَهّبَ جَمْرَةٍ لَذّاعَةِ
يَا لَيْلَةً مَا كَانَ أقْصَرَها، وَيَا ... لَهْفي عَلَيْها لَيْلَةً لَوْ طَالَتِ
أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي قراءة عليه، في سنة ست وثلاثين وأربع مائة، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني، حدثنا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا الحسين بن يحيى الكاتب، أخبرني عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع قال: حلف الرشيد لا يدخل إلى جارية له أياماً، وكان لها مكان من قلبه، فمضت الأيام، ولم تسترضه، فأحضر جعفر بن يحيى، وعرفه الخبر، وأنشده شعراً عمله، وقال: أجزه لي، والشعر:
صَدّ عَنّي إذْ رَآني مُفتَتَنْ، ... وَأَطَالَ الصّدَّ لمّا أنْ فَطَنْ