وبإسناده حدثنا الحسين بن القاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا خالي إبراهيم بن محمد السهمي قال: كان عبد الرحمن بن خارجة إذا ودع البيت ركب راحلته، ورفع عقيرته، وأنشأ يقول:
فَلمّا قَضَينا مِنْ مِنىً كلّ حاجَةٍ ... وَمَسّحَ بالأرْكَانِ مَنْ هُوَ مَاسِحُ
وَشُدّتْ على حُدبِ المَهارِي رِحالنُا، ... وَلا يَنظُرُ الغادِي الذي هوَ رَائِحُ
أخَذْنَا بأطرَافِ الأحَاديثِ بَيننَا، ... وَسَالبتْ بأعنَاقِ المَطيّ الأبَاطِحُ
ولي من أثناء قصيدة:
وَمُتَرَّفٍ، كَالمَاءِ رِقّةُ جِسْمِهِ، ... وَالقَلبُ مِنهُ قَسَاوَةٌ كَالجَلْمَدِ
حَكّمتُهُ في حُبّهِ، وَمَدَامِعي ... يَشْهَدْنَ لي في حُبّهِ بتَفَرّدِي
نَمّ الوُشَاةُ إلَيهِ أنّي زَاهدٌ ... فِيهِ، وَغَرّهُمُ كَبيرُ تَجَلّدِي
فَجَعَلتُ أٌقسِمُ بِالنّبيّ وَآلِهِ ... وَالمَسجِدِ الأقصَى وَرَبّ المَسجِدِ
إنّي عَلى ما سَنّهُ شَرْعُ الهَوَى، ... في العاشِقِينَ، وسَلْ دُمُوعي تَشْهَدِ
فأبى قبُولَ مَعَاذِرِي، أفديهِ مِنْ ... صَرْفِ الحَوَادِثِ، فهوَ أكرَمُ من فُدي