ومثله:
لَقَد كانَ لي في ضَرّتينِ عدمتَني، ... وَمَا كُنتُ ألقَى مِنْ رَزِينَةَ أبرَحُ
وذكر في خبر ذي الرمة بهذا الإسناد، إخوة ذي الرمة، فقيل منهم: مسعود وهمام وخرواش، فأما مسعود فمن مشهوري إخوته، وإياه عنى ذو الرمة بقوله:
أقُولُ لمَسعودٍ بجَرْعَاءِ مَالِكٍ ... وَقَد همّ دَمعي أنْ يَسُحَّ أوَائلُه
ومنهم هشام، وهو الذي استشهد سيبويه في الإضمار في ليس بقوله، فقال: قال هشام بن عقبة أخو ذي الرمة:
هيَ الشّفَاءُ لِدائي لَوْ ظَفِرْتُ بهَا، ... وَلَيسَ مِنهَا شِفَاءُ الدّاءِ مَبذُولُ
ومنهم أوفى، وهو الذي عناه بعض إخوته في شعر رثى فيه ذا الرمة أخاهما:
تَعَزِيتُ عَن أوْفَى بغَيلانَ بعدَهُ، ... عَزَاءً، وَجفنُ العَينِ ملآنُ مُترَعُ
وَلم يُنسِني أوْفَى المَصَائبَ بعدَهُ، ... وَلكنّ نَكْءَ القَرْحِ بالقرْحِ أوْجعُ
وذكره ذو الرمة فقال:
أقُولُ لأوْفى حينَ أبصرَ باللِّوَى ... صَحيفَةَ وَجهي قد تَغَيَّرَ حَالُهَا
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي، أخبرنا أبو عبيد محمد بن عمران المرزباني: أنشدنا إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي لجرير بن الخطفى:
سمعتُ الحمامَ الوُرْقَ في رَوْنَقِ الضّحى ... على الأيكِ في وَادي المَراضَينِ يَهتِفُ
أتَزْعُمُ أنّ البَينَ لا يَشعَفُ الفَتى، ... بَلى مثلَ بَيني يوْمَ لبنانَ يَشعَفُ