الصعداء وتوفيت، وكان مما قالت، وهي تجود بنفسها:
إنّ الزّمَانَ سَقَانَا مِنْ مَرَارَتِهِ ... بَعدَ الحَلاوَةِ أنفَاساً وَأرْوَانَا
أبدَى لَنَا تَارَةً مِنهُ، فأضْحكَنا، ... ثمّ انثنَى تَارَةً أُخرَى، فأبكَانَا
إنّا إلى اللهِ في مَا لا يَزَالُ لَنَا، ... مِنَ القَضَاءِ، ومَن تَلوِينَ دُنيَانَا
دُنيَا نَرَاها تُرِينَا من تَصرّفِها ... مَا لا يَدُومُ مُصَافاةً وَأحزَانَا
وَنَحنُ فِيها، كَأنّا لا نُزَايلُهَا، ... للعَيشِ أحيَاؤُنَا يَبكُونَ مَوْتَانَا
وأخبرنا الجازري، حدثنا المعافى، حدثنا محمد بن الحسن بن زياد المقري، حدثنا أحمد بن الصلت قال: كان حمدان البرتي على قضاء الشرقية، فقدمت امرأة طقطق الكوفي زوجها إليه، وادعت عليه مهراً أربعة آلاف درهم، فسأله القاضي عما ذكرت، فقال: أعز الله القاضي، مهرها عشرة دراهم. فقال لها البرتي: أسفري، فسفرت حتى انكشف صدرها، فلما رأى ذلك قال لطقطق: ويحك! مثل هذا الوجه يستأهل أربعة آلاف دينار ليس أربعة آلاف درهم، ثم التفت إلى كاتبه، فقال له: ما في الدنيا أحسن من هذا الشذر على هذا النحر.
فقال له طقطق: فديتك إن كانت قد وقعت في قلبك طلقتها. فقال له البرتي: تهددها بالطلاق، وقد قال الله: عز وجل: " فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها "، وإن ههنا ألفاً ممن يتزوجها. فقال طقطق: فإني، والله،