قصبةً توقع بها وغنت:
يا مَن شَكا ألماً للحُبّ شبّهَهُ ... بالنارِ في القلبِ من حُزْنٍ وتذكارِ.
إنّي لأُعْظِمُ ما بي أن أُشبّهَهُ ... شيئاً يُقاسُ إلى مِثلٍ وَمِقدارِ.
لَوْ أنّ قَلْبيَ في نارٍ لأحْرَقَهَا، ... لأنّ أحزانَهُ أذكى من النّارِ.
ثم مضت.
حدثنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي قال: أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن محمد الجرادي الكاتب قال: حدثنا محمد بن أبي الأزهر قال: حدثني عبيد الله بن الزعفراني المحدث عمن حدثه قال: مر بي عليان المجنون البصري في بعض الأيام، فقلت: يا أبا الحسين، قف علينا! فقال: أنت شبعان وعليان جائع يريد أن يأكل شيئاً، فدعوت له بما يأكل، وهو يسمع، فرجع، فلما أكل تنفس الصعداء وأنشأ يقول:
وَذي نَفَسٍ صَاعِدِ، ... يَئنّ بِلا عَائِدِ.
تَبَرَّمَ عُوَّادُه ... بذي السَّقَمِ الزائدِ.
وَذي سَهرَةٍ قد جَفا ... كلُّ أخٍ رَاقِد.
يَكّر عَلى عَسكَرٍ، ... وَيْضعُفُ عَن وَاحِدِ.
ومضى، فقلت لغلامي: رده وارفق به! فرده، فقلت: زدني! فقال: الذي أعطيتني لا يساوي أكثر مما أعطيتك. فقلت للغلام: اسقه