أخبرنا القاضي أبو الحسين بن المهتدي، رحمه الله تعالى، إجازة إن لم يكن سماعاً، حدثنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل الهاشمي، أنشدنا أبو بكر بن الأنباري، حدثني محمد بن المرزبان، حدثني إسحق بن محمد، حدثنا محمد بن سلام قال:
قدم أبو العتاهية من الكوفة إلى بغداد، وهو خامل الذكر، لا يعرف، فمدح المهدي بشعر، فلم يجد من يوصله إليه، فكان يطلب سبباً يشتهر به، ويعرف من جهته، فيوصله إلى المهدي، فاجتازت به يوماً عتبة راكبةً مع عدة من جواريها وحشمها، فكلمها واستوقفها، فلم تكلمه، لم تقف عليه، وأمرت غلمانها بتنحيته، فأنشأ يقول:
يا عُتْبَ! مَا شاني وَمَا شانُكِ، ... تَرَفّقي، سِتّي، بسُلطَانِكِ
أخَذْتِ قَلْبي هَكَذا عَنوَةً ... ثمّ شَدَدْتِيهِ بأشْطَانِكِ
اللهَ في قَتلِ فَتىً مُسْلِمٍ ... مَا نَقَضَ العَهدَ وَما خانَكِ
حَرَمْتنِي مِنكِ دُنُوّاً، فَيَا ... وَيْلِيَ، ما لي وَلحِرْمَانِكِ
يا جَنّةَ الفِرْدوْسِ جودي، فَقد ... طَابَتْ ثَنَايَاكِ وَأرْدَانُكِ