قتيلهن شهيد
ووجدت على ظهر جزء بن شاهين هذين البيتين:
يَقولُونَ جاهد يا جَميلُ بغَزْوَةٍ، ... وَأيّ جِهَادٍ غَيركُنّ أُرِيدُ
لكلّ حَديثٍ عِنْدَكُنّ بَشاشَةٌ، ... وكُلُّ قَتيلٍ بَينَكُنّ شَهيدُ
أنبأنا الرئيس أبو علي محمد بن وشاح الكاتب، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري إجازة، حدثنا محمد بن محمد بن يحيى الصولي، حدثنا عون بن محمد الكندي قال: خرجت مع محمد بن أبي أمية إلى ناحية الجسر ببغداد، فرأى فتىً من ولاد الكتاب جميلاً، فمازحه، فغضب وهدده، فطلب من غلامه دواته وكتب من وقته:
دونَ بابِ الجِسرِ دارٌ لِفَتى، ... لا أُسَمّيهِ وَمَنْ شَاءَ فَطَنْ
قَالَ كَالمَازِحِ، وَاستَعلَمَني: ... أنتَ صَبٌّ عَاشِقٌ لي، أوْ لمَنْ؟
قلتُ: سَلْ قَلبَكَ يخبرْكَ به، ... فَتَحَايَا بَعدَمَا كانَ مَحَنْ
حُسنُ ذاكَ الوَجهِ لا يُسلِمُني، ... أبداً مِنهُ، إلى غَيرِ حَسَنْ
ثم دفع الرقعة إليه، فاعتذر وحلف أنه لم يعرفه.