وبإسناده: أنشدني أبي وأبو الحسن بن البر لعمر بن بي ربيعة:
لَبِثُوا ثَلاثَ مِنى بمَنزِلِ قَلعَةٍ، ... فَهُمُ على عِرْضٍ، لعَمرُكَ ما همُ
مُتَجاوِرِينَ بغَيرِ دَارِ إقَامَةٍ، ... لَوْ قد أجَدّ تَرَحّلٌ لَم يَندَمُوا
وَلَهُنّ بالبَيتِ العَتيقِ لُبَانَةٌ، ... وَالبَيتُ يَعرِفُهُنّ لَوْ يَتَكَلّمُ
لَوْ كانَ حَيّاً قَبلَهُنّ ظَعَائِناً، ... حَيّا الحَطيمُ وُجوهَهُنّ وزَمزَمُ
لَكِنّهُ مِمّا يُطِيفُ بِرُكْنِهِ، ... مِنهنّ، صَمّاءُ الصّدى مُستَعجِمُ
وكأنهّنّ، وَقد صَدَرْنَ عَشِيّةً، ... دُرٌّ بأكنَافِ الحَطيمِ مُنّظَّمُ
أخبرنا القاضي أبو الحسين بن المهتدي فيما أجاز لنا، حدثنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسين بن الفضل الهاشمي، حدثنا أبو بكر بن الأنباري، حدثني أبي، حدثنا الحسن بن عبد الرحمن، حدثنا محمد بن أبي أيوب: اجتمع أبو نواس والعباس بن الأحنف، فاستنشد أبو نواس العباس، فأنشده:
حُبُّ الحِجازِيَّةِ أبلى العِظامْ، ... وَالحبُّ لا يَعلقُ إلاّ الكِرَامْ