وبإسناده قال: وأنشدنا لنفسه:
اللهُ يَعلَمُ مَا أرَدتُ بِهَجرِكُمْ ... إلاّ مُسَاتَرَةَ العَدُوّ الكَاشِحِ
وَعَلِمتُ أنّ تَسَتّرِي وَتَبَاعُدِي ... أدنى لِوَصْلِكِ مِنْ دُنُوٍّ فاضِحِ
أنبأنا أبو بكر الخطيب، إن لم يكن حدثنا، أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن إبراهيم قراءة عليه، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن الرازي، حدثنا أبو علي الحسين بن علي الكوكبي الكاتب، حدثنا أبو العباس المبرد قال: قال لي الجاحظ: أنشدني أكارٌ بالمصيصة لنفسه:
حَصَدَ الصّدودُ وِصَالَنا بمَناجلٍ، ... طُبعَ المَناجِلُ من حَديدِ البَينِ
دِيسَ الحَصَادُ، وَذُرّيتْ أكداسُهُ، ... بَعدَ الحَصَادِ، بسَافيَاتِ المَينِ
فَالشّوْقُ يَطحنَهُ بأرْحِيةِ الهَوَى، ... وَالهَمُّ يَعجُنُهُ بدَمعِ العَينِ
وَالحزْنُ يَخبزُهُ بنِيرانِ الهَوَى، ... وَالهَجْرُ يَأكُلُهُ بلَوْنٍ لَوْنِ