ذكر أبو عمر بن حيويه ونقلته من خطه، حدثنا أبو بكر محمد بن خلف، أخبرني أبو العلاء القيسي، حدثنا أبو عبد الرحمن العائشي، أخبرني أبو منيع عبد لآل الحارث بن عبيد قال: رأيت شيخاً من كلب قاعداً على رأس هضبةٍ، فملت إليه، فإذا هو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ فقال: رحمةٌ لجارية منا كانت تحب ابن عم لها، وكان أهلها بأعلى واد بكلب، فتزوجها رجل من أهل الكوفة، فنقلها إلى الكوفة، فقتلها الجوى وبلغ منها الشوق، فأوت في علية لها، فتغنت بهذا الشعر:
لَعَمرِي لَئِنْ أشرَفتُ أطوَلَ ما أرَى ... وكَلّفتُ عَيني مَنظَراً مُتَعَاديَا
وَقُلتُ: زِيَادٌ مُؤنِسِي مُتَهَلِّلٌ، ... أمِ الشّوْقُ يُدني مِنهُ ما ليس دانيَا
وَقُلتُ لبَطنِ الجِنّ حِينَ لَقِيتُهُ: ... سَقَى اللهُ أعلالَ السّحابَ الغَوَاديَا
ثم قبضت مكانها.
أخبرنا أبو إسحق الحبال في ما أذن لنا في روايته، أخبرنا أبو الفرج محمد بن عمر الصدفي، حدثنا أبو الفتح بن سنحت، حدثنا أبو عبد الله الحكيمي: أنشدني عون عن أبيه لأبي الشيص:
مَا فَرّقَ الأحْبَابَ بَعْ ... دَ اللهِ إلاّ الإبلُ
وَالنّاسُ يُلْحُونَ غُرَا ... بَ البَيْنِ لَمّا جَهِلُوا
وَمَا غُرَابُ البَيْنِ إلْ ... لا نَاقَةٌ أوْ جَمَلُ