ولي من أبيات:
يا ساكِني البَلَدِ الحَرَامِ! أعِندكم ... حِلٌّ دَمُ العُشّاقِ غيرُ حَرَامِ
قالوا: أما لكَ في جَميلٍ أُسوَةٌ ... وَالعَامِرِيّ وَعُرْوَةِ بنِ حِزَامِ
لمّا شكَوْتُ صَدىً إلى بَرْدِ اللَّمَى ... وَتَيَقّنُوا أني إلَيْهِ ظَامِي
قالوا: عليكَ بماء زَمَزمَ! قَلتُ، ما ... في مَاءِ زَمَزمَ ما يَبُلّ أُوَامِي
قالوا: فقد حَظَرَ العفافُ وُرُودَه، ... وَالصَّوْنُ، بَعدُ، وَمِلّةُ الإسلامِ
أخبرنا القاضيان أبو الحسين أحمد بن علي التوزي وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قالا: حدثنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز، حدثنا محمد بن خلف، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان، حدثني القحطبي، أخبرني بعض الرواة قال: بينا أنا يوماً على ركي قاعد، وذلك في أشد ما يكون من الحر، إذا أنا بجارية سوداء تحمل جرة لها، فلما وصلت إلى الركي وضعت جرتها، ثم تنفست الصعداء وقالت:
حَرُّ هَجرٍ وَحَرُّ حُبٍّ وَحَرُّ، ... أينَ مِن ذا وَذا يكُونُ المَفَرُّ؟
وفي رواية أخرى: أي حر من بعد هذا أضر؟ وملأت الجرة، وانصرفت، فلم ألبث إلا يسيراً، حتى جاء أسود، ومعه جرة، فوضعها بحيث وضعت السوداء جرتها، فمر به كلب أسود فرمى إليه رغيفاً كان معه، وقال:
أُحِبُّ لحُبّها السُّودَانَ حَتّى ... أُحِبُّ لحُبّها سُودّ الكِلابِ