ذكر أبو بكر محمد بن الفضل بن قدير في مجموعة قال: حدثني محمد بن أحمد البزاز قال: حدثني عبد الله بن محمد أبو جمعة الوراق قال: أخبرت أن المهدي دخل الكوفة فقال لأبي الأحوص محمدبن حيان الكوفي: حدثنا حديثاً من طرائف الأخبار بما حضرك، قال: كان في الزامن الأول رجل يقال له عبود وكان عاشقاً لابنة عم له فحضرتها الوفاة، فأزعجه ذلك، وأقلقه، فلما توفيت صار إلى المسيح، فسأله أن يحييها قال: لن يتهيأ ذلك أو تهب لها من عمرك شيئاً. قال: قد وهبت لها نصف عمري، فصار المسيح إلى تربتها، فوقف عليها، وسأل ربه أن يحييها فأحياها، فأخذ بيدها عبود، ومضى يريد بها أله، فأدركه الفتور في بعض الطريف، فحط رحله، ووضع رأسه في حجرها، واستقل نوماً.
فاجتاز بها ملك الناحية فرأى وجهاً جميلاً وخلقاً حسناً، فعرض عليها صحبته، فأجابته، فأمرها، فوضعت رأسه من حجرها، وحملها في قبة كانت معه، فلما انتبه عبود بقي متلدداً، فبينا هو كذلك إذ تلقاه نفر يتواصفون الجارية وبراعة خلقها، فسألهم عن الخبر، فأعلموه أنهم رأوا مع الملك امرأة لحقها فجعل يذكرها العهد، وهي ساكتة، ويسألها النزوع عما هي عليه، وهي مزورة عنه، إلى أن قال: ويحك قد كنت توفيت، فصرت في جملة الموتى، فسألت المسيح، فأحياك لي على أني أعطيتك من عمري نصفه، فإن كنت لا تساعدينني ولا تصيرين معي إلى أهلي