مصارع العشاق (صفحة 222)

يَرُحْنَ مَعاً بِطَاءَ المَشْيِ رُوداً، ... عَلَيْهِنّ المَجَاسِدُ وَالبُرُودُ.

سَكَنَ ببَلدَةٍ وَسكَنتُ أخرَى، ... فقُطّعتِ المَوَاثِقُ وَالعُهُودُ.

فَما بَالي أفي وَيُخانُ عَهْدِي، ... وَمَا بَالي أُصَادُ وَلا أَصِيدُ.

وَرُبّ أسِيلَةِ الخَدّينِ بِكْرٍ، ... مُنَعَّمَةِ لهَا فَرْعٌ وَجِيدُ.

وَذُو أشَرٍ شَتِيتُ النّبْتِ عَذْبٌ ... نَقِيُّ اللّوْنِ بَرَّاقٌ بَرُودُ.

لَهَوْتُ بهَا زَمَاناً في شَبَابي، ... وَزَارَتْهَا النّجَائِبُ وَالقَصِيدُ.

أُنَاساً كُلّمَا أخْلَقْتُ وَصْلاً ... عَنَاني مِنْهُمُ وَصْلٌ جَدِيدُ.

فدفن في أرض مراد.

المحب الجاحد

أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال: حدثنا محمد بن جعفر الأديب قال: حدثنا أبو القاسم السكوني إملاء قال: حدثني الحسين بن مكرم قال: حدثنا يزيد الثمالي قال: مات أبو العتاهية وعباس بن الأحنف وإبراهيم الموصلي في يوم واحد، فرفع خبرهم إلى الرشيد، فأمر المأمون بحضورهم والصلاة عليهم، فوافى المأمون، وقد صفوا له في موضع الجنائز، فقال: من قدمتم؟ قالوا: إبراهيم، قال: أخروه وقدموا عباساً! قال: فلما فرغ من الصلاة اعترضه بعض الظاهرية، فقال له: أيها الأمير بم قدمت عباساً؟ قال: يا فضولي بقوله:

سَمَاكِ لي قَوْمٌ وَقالوا: إنها ... لَهيَ التي تَشقَى بهَا وَتُكَابِدُ.

فجَحدتهم ليكونَ غيرُك ظنّهم، ... إني ليُعجِبُني المُحِبُّ الجاحِدُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015