حدث أبو عمر بن حيويه ونقلته من خطه قال: حدثنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدثني أحمد بن حرب قال: حدثني أبو عبد الله القرشي قال: حدثني أبو غسان قال: كان سبب وفاة مالك بن أبي السمح أنه لما كبر ضم إليه رجلاً من قريش يقوم عليه، ففرش له على سرير وخرق فيه خرقاً لوضوء، فأتته الجارية يوماً بطعام فاكل، ثم أتته ببخور فتبخر، فوقعت الجارية بقلبه، فاهوى إليها ليقبلها، وتنحت عنه، فسقط عن السرير، فاندقت عنقه، فمات.
قال الزبير: أنشدتني ظبية لحسن بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الله بن العابس بن عبد المطلب في مالك بن أبي السمح:
ليسَ عَيشٌ إلاّ بمالِكِ بنِ أبي السَّمْ ... ح، فَلا تَلحَني، وَلا تَلُمِ.
نَتَمَلّى لَذِيذَ عَيْشٍ، وَلا نَهْ ... تِكُ حَقَّ الإسْلامِ وَالحُرَمِ.
رُبّ ليْلٍ قَصّرَهُ اللهوُ، فَانْجَا ... بَ، وَيَوْمٍ كَذَاكَ لَمْ يَدُمِ.
كُنْتُ فِيهِ وَمالِكَ بنَ أبي السَّمْ ... حِ الكَرِيم الأخْلاقِ والشّيَمِ.
أنبأنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الأزهري قال: أنشدنا سهل بن أحمد الديباجي قال: أنشدنا ابن دريد لنفسه:
صَارَمتِهِ فَتَوَاصَلَتْ أحْزَانُه ... وَهَجرْتِه فَتَهاجرَتْ أجفَانُه.
قالت تعرِّضُ: مسُّ شيطانٍ بهِ، ... بَل أنتِ حينَ مَلَكتِهِ شَيطانُه.
قد ضَلّ عنه فؤادُه، فاستَخبرِي ... عَينَيكِ أينَ مَحَلّهُ وَمكانُه.