فإنْ لم تَكُوني غيرَ شَامٍ بقَفْرَةٍ، ... يَجُرّ بهَا الأذْيَالَ صَيفِيّةٌ كُدْرُ.
ثم انتضحت عيناه بعبرةٍ، فقلت: مه! فقال: غني لجلد، وإن كان مني ما ترى، فما رأيت صبابةً قط، ولا تجلداً أحسن من صبابته وتجلده يومئذ، ثم انصرفنا، فكان آخر العهد به.
أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: حدثنا علي بن أيوب القمي قال: حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي سعيد قال: حدثني إسحاق بن محمد النخعي قال: حدثني معاذ بن يحيى الصنعاني قال: خرجت من مكة إلى صنعاء، فلما كان بيننا وبين صنعاء خمس ساعات رأيت الناس ينزلون عن محاملهم ويركبون دوابهم، فقلت: أين تريدون؟ قالوا: نريد أن ننظر إلى قبر عفراء وعروة، فنزلت عن محملي وركبت حماري، واتصلت بهم، فانتهيت إلى قبرين متلاصقين، قد خرج من كلا القبرين ساق شجرة، حتى إذا صارا على قامة التفا، فكان الناس يقولون: تآلفا في الحياة وفي الممات.
وبإسناده قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عون بن محمد قال: حدثنا إسحاق الموصلي قال: قال يحيى بن أكثم: قال ابن عباس: الهوى إله معبود! فقيل له: أتقول ذلك؟ فقال: قال الله تعالى: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه.