أيا جارة الحي الذين ترحلوا، ... فللعيس وخد بالحمول وإعناق.
ألمّا تخافي الله في قَتلِ عاشِقٍ ... هجَرْتِه حتى في الكرَى وهو مُشتاقُ.
فقالتْ، وَرَوْعاتُ النّوَى تَستَحِثّهَا ... ودَمعُ مآقِيها على النّحرِ مِهْرَاقُ:
هوَ البَينُ فالبس جُنّةَ الصّبرِ، أوْ فمُتْ ... بِداءِ الهوَى، قد ماتَ قَبلَكَ عُشّاقُ.
أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي بقراءتي عليه قال: أخبرنا محمد بن عبد الله القطيعي قال: حدثنا الحسين بن صفوان قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد القرشي قال: حدثنا محمد هو ابن الحسين قال: حدثني عصام بن عثمان الحلبي قال: حدثني مسمع بن عاصم قال: قالت لي رابعة العدوي: اعتللت علة قطعتني عن التهجد وقيام الليل، فمكثت أياماً أقرا جزئي، إذا ارتفع النهار، لما يذكر فيه أنه بعدل بقيام الليل. قالت: ثم رزقني الله، عز وجل، العافية فاعتادني فترة في عقب العلة، وكنت قد سكنت إلى قراءة جزئي بالنهار، فانقطع عني قيام الليل. قالت: فبينا أنا ذات ليلة راقدة أريت في منامي كأني رفعت إلى روضة خضراء، ذات قصورٍ ونبت حسن، فبينا أنا أجول فيها أتعجب من حسنها، إذا أنا بطائر أخضر، وجارية تطارده كأنها تريد أخذه، قالت: فشغلني حسنها عن حسنه، فقلت: ما تريدين منه؟ دعيه، فوالله ما رأيت طائراً قط أحسن منه.
قالت: بلى، ثم أخذت بيدي فأدارت بي في تلك الروضة حتى انتهت بي إلى باب قصر فيها، فاستفتحت، ففتح لها، ثم قالت: افتحوا لي