أم جعفر، فكتب إليها قصةً يخبرها فيها بخبره وحاله، فأمرت أن تشترى له، فبينا هو يتنحز ذلك إذ خرجت جارية من القصر فقالت: أين هذا العاشق؟ فأومأ لها إليه، فقالت: أنت عاشق وبينك وبين من تحب الجسور والمفوز والقناطر، ولا تدري ما يكون؟ قال: صدقت، وقام من مجلسه مبادراً، فاكترى بغلاً، فمات يوم دخوله الكوفة.
أنشدني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الشويح الأموي الفقيه بمصر لنفسه:
ما لليالي وما لي ... يَطلُبنَ روحي وما لي.
قد جِئنَني بخَلوبٍ ... لم تمضِ يوْماً ببالي.
لمّا عَرَقنَ عِظامي ... سألنَني كيفَ حالي.
فقلتُ قوْلاً وجيزاً: ... الحالُ مني بحالي.
ولي من ابتداء قصيدةٍ نظمتها بالشام في بني أبي عقيل، رحمهم الله:
ألا هل لمَن أضْنَاهُ حبّكِ إفرَاقُ ... وهل للديغِ البَينِ عندكِ دِرْياقُ.
وَهَل لأسيرٍ سامَه قتلَ نفسِه ... هوَاكِ، وقدْ زُمّتْ ركابُكِ، إطلاقُ.