أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري إجازة قال: حدثنا أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدثني عبد الله بن المهاجر قال: حدثني محمد بن يزيد قال: تزوج رجل امرأةً من أهل الكوفة، وكانت ذات جمال وظرف، فكانت تجيء وتذهب وتتمثل بهذا البيت:
سَتَندَمُ حينَ تَفقدِنُي ... وَتَطُلبُني فَلا تَجِدُ.
قال: فكان الزوج يتطير من قولها: ويقول: تعدني بالذهاب، قال: وكان لها محباً، قال: فأصبح ذات يوم يطلبها، فمل يقدر عليها حتى الساعة.
حدث أبو عمر محمد بن العباس قال: حدثنا أبو بكر محمد بن خلف قال: حدثني أبو صالح الأزدي قال: حدثني محمد بن الحسين قال: أخبرني محمد بن سماعة القرشي قال: آخر من مات من العشق علي بن أديم مولى الجعفي، وكان خرازاً، مر بكتاب بالكوفة في بني عبس، فرأى جاريةً يقال لها منهلة، فعشقها، وكان رآها في سواد، فقال:
إني لِما يَعتَادني ... من حبّ لابسَةِ السوادِ.
في فِتنَةٍ وَبَليّةٍ ... ما إن يُطيقها فُؤادي.
فَبَقِيتُ لا دُنْيا أنا ... لُ وَفاتني طَلَبُ المَعادِ.
قال: وأصابه عليها شبيه الجنون، فجمع أبوه التجار، فتحمل بهم على العبسية مولاة الجارية، وأعطاها مالاً كثيراً، فأبت، فخرج الفتى إلى