أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني إجازة قال: حدثنا ابن دريد قال: حدثنا عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن عمه عن أبي عمرو بن العلاء قال: لقيت أعرابياً بمكة، فاستنطقته فوجدته ظريفاً، فاستنسبته، فأخبر له أنه عذري. فقلت: إنكم لقبيلة قد ضشاع عنكم في العرب ما شاع من رقة القلوب وصدق المقة مع العفاف، وتجنب المآثم، فهل صحبت شبيبتك بشيء من ذلك؟ فقال: والله لقد كنت أصحب الشباب بالتصابي، وأتحدث إلى العقائل. فقلت: فهل قلت في ذلك شيئاً؟ فأنشدني:
تَتَبّعنَ مرْمى الوَحشِ حتى رَمَينَنا ... من النَّبلِ لا بالطائشاتِ الخَواطِفِ.
يَقتُلنَ الرّجالَ بِلا دمٍ، ... فَيَا عَجبَا للقاتِلاتِ الضّعائِفِ.
وللعَينِ مَلهىً في التّلادِ وَلمْ يَقُدْ ... هوَى النفسِ شيء كاقتِياد الطّرَائِفِ.