أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الأردستاني في المسجد الحرام بباب الندوة بقراءتي عليه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن حبيب المذكر قال: سمعت أبا الفرج أحمد بن محمد بن بيان النهاوندي يقول: مررت بدرب أبي خلف، فإذا جماعة وقوف على مجنون فوقفت، فهش إلي وقال:
سَقِّني قبلَ تَباريحِ العَطَش! ... إنّ يومي يومُ طشٍّ بعدَ رَشّ.
حُبُّ مَن أهوَاهُ قد أدْهَشَني، ... لا خلَوْتُ الدهرَ من ذاكَ الدّهَش.
ولي في نسيب قصيدة مدحت بها أحد بني عقيل، رحمه الله، بالشام:
قالَتْ، وَقَدْ قُوّضَتْ خِيامُهُمُ ... واستملوا للنّوَى بِذي سَلَمِ.
للسائقِ المُستحِثّ: رُدّ على ... الواقفِ السَلامَ وَاسْتَقِمِ.
فَصِحتُ وَجداً، والبينُ مُبتسِمٌ، ... ألقاهُ من مَفرِقي بِمُبتسَمي.
اللهَ يا سَلْمَ في صرِيعِ هَوىً ... أبقيتِ منه لحماً على وَضَمِ.