ولي أيضاً من نسيب قصيدة مدحت بها بعض الرؤساء ببغداد:
يا خَليلَيّ اكشِفا عَنْ قِصّتي ... تجِدا نِضْواً من الحبّ لَقَا.
فَأدالَ اللهُ، يا يومَ النَّوَى، ... مِنكَ، إذ أقْلَقْتَني يوْمَ اللِّقَا.
إنّ في نهرِ المُعَلّى فَرْهَداً ... قَمَراً من فوْقِ غصنٍ في نَقَا.
عَقرَبا صُدْغَيْهِ تسري، فَإذا ... لَدَغَتْ قَلباً تحامَته الرُّقى.
أخبرنا أبو القاسم المحسن بن حمزة بن عبيد الله الوراق بقراءتي عليه بتنيس قال: حدثنا أبو علي الحسين بن علي الديبلي قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي قال: حدثنا أبو بكر بن دريد قال: حدثنا عبيد النعالي غلام أبي الهذيل قال: انصرفت من جنازة من مسجد الرضى في وقت الهاجرة، فلما دخلت سكك البصرة اشتد عليّ الحرّ فتوخيت سكةً ظليلة فاضطجعت على باب دار، فسمعت ترنماً يجذب القلب، فطرقت الباب واستسقيت ماء فإذا فتىً اجتهرني جماله، إلا أن أثر العلة والسقم عليه بين، فأدخلني إلى خيشٍ نظيف، وفرش سري، فلما اطمأننت خرج الفتى ومعه وصيفة معها طست وماء ومنديل، فغسلت رجلي