أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي التوزي بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن محمد الجرادي الكاتب قال: حدثنا أبو بكر بن دريد قال: حدثني العكلي عن المدايني قال: أنشد الحارث بن خالد المخزومي عبيد الله بن عمر:
إني وما نحَروا غَداةَ مِنىً ... عندَ الجِمارِ يؤودها العَقلُ.
لَوْ بُدّلَتْ أعلى مَساكِنها ... سُفلاً، وأصْبَحَ سِفلُها يَعلو.
لَعَرَفتُ مَغنَاها بما احتَمَلَتْ ... مني الضّلوعُ لأهلِها قَبلُ.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن طاهر الدقاق قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن المكتفي بالله قال: حدثنا ابن دريد قال: أخبرني الرياشي، يرفعه عن الفرزدق، قال: أبق غلام لرجلٍ من نشهل فخرجت في طلبه أريد اليمامه، وأنا على ناقةٍ لي عيساء، فلما صرت على ماء لبني حنيفة ارتفعت سحابةٌ فرعدت وبرقت وأرخت عزاليها، فعدلت إلى بعض ديارهم، فسألتهم القرى، فأجابوا، فأنخت ناقتي، وجلست تحت بيتٍ لهم من جريد النخل، وفي الدار جويرية سوداء، وفتاة كأنها فلقة قمرٍ، فسألت السوداء: لمن هذه العيساء؟ فأشارت إلي وقالت: لضيفكم هذا. فعدلت إلي فسلمت، وقالت: ممن الرجل؟ قلت: من بني تميم. قالت: من أيهم؟ قلت: من بني نهشل. قالت: فأنت الذين يقول لكم الفرزدق:
إنّ الذي سَمَكَ السماءَ بنى لَنَا ... بَيتاً دَعَائِمُهُ أعزُّ وَأَطْوَلُ.