والكمد. فقلت له يوماً: لقد طال حزنك على صديقك حتى أظن أنك لا تسلو بعده أبداً. فقال: وكيف أسلو عن رجلٍ أجل الله تعالى أن يعصيه معي طرفة عين وصانني عن نجاسة الفسوق في طول صحبتي له وخلواتي معه في الليل والنهار.
أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي إجازة قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قراءة عليه قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف قال: قال عمر بن أبي ربيعة:
طَبِيبَيّ داوَيتُما ظاهِراً، ... فمن ذا يُداوي جَوىً باطِنا.
فعوجا على مَنزلٍ بالغَمِي ... مِ، فإني هَوِيتُ بِهِ شَادِنَا.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد النرسي قال: أخبرنا أبو حاتم محمد بن أحمد الرازي قال: أنشدني أبو مضر ربيعة بن ميسرة بن علي البزار بقزوين لبعضهم:
فلا تحسَبي أني تَبَدّلتُ خِلّةً ... سواكِ ولا أني بِغَيرِكِ أقنَعُ.
ولا عَن قِلىً كان القَطيعَةُ بَينَنَا، ... ولكنّهُ دَهْرٌ يُشِتّ وَيَجْمَعُ.