أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الخياط قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بمكة قال: حدثنا أحمد بن أبي عمران قال: سمعت أبا بكر الرازي قال: سمعت عبد الرحمن الصوفي يقول: كنت ببغداد في سوق النخاسين، فرأيت قوماً مجتمعين، فدنوت منهم، فرأيت شاباً مصروعاً مغشياً عليه، فقلت لواحد منهم: ما الذي أصابه؟ فقال: سمع آيةً من كتاب الله، عز وجل، فقلت: أية آيةٍ كانت؟ فقال: قوله، عز وجل: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله؟ قال: فلما سمع أفاق، وأنشأ يقول:
ألمْ يأنِ للهِجرَانِ أن يَتَصَرّما ... وللغُصْنِ، غُصْنِ البَانِ، أن يتبسّما.
وللعاشِقِ الصَّبّ الذي ذابَ وانحنى، ... أما آنَ أن يُبْكي عليهِ وَيُرْحَما.
كَتَبْتُ بِمَاءِ الشّوْقِ، بينَ جَوَانحي، ... كِتاباً حَكى نَقشَ الوُشاةِ مُنمنَما.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الطحان قال: أخبرنا علي بن عبد الله الهمذاني في المسجد الحرام قال: حدثني الجنيد قال: أرسلني سري في حاجةٍ يوماً فمضيت فقضيتها، فرجعت، فدفع رجل رقعة، وقال: ما في هذه الرقعة أجرتك لقضاء حاجتي، ففتحتها، فإذا فيها مكتوب:
وَلمّا شَكَوْتُ الحُبَّ قالَتْ كَذَبتني ... ألستُ أرَى مِنكَ العِظامَ كوَاسِيَا.