وقال ابن هشام إن هذه القصيدة تُروَى لأمية بن أبي الصلت، وبعد أن أورد الأبيات مع هذا البيت الأخير قال "هذا ما صح له مما روى ابن إسحاق منها، إلا آخرها بيتًا ... فإنه للنابغة الجعدي". ولكن ابن سلام يذهب غلى غير هذا المذهب فقد عرض لهذا البيت وقال1 "ترويه عامر للنابغة، والرواة مجمعون أن أبا الصلت بن أبي ربيعة قاله". وقد أتى به مثلًا على أن الشاعر قد يستزيد في شعره بيتًا قاله من قبله كالمتمثل حين يجيء موضعه من غير أن يقصد اجتلابه أو سرقته.
5- وقد قال الرياشي2: "يقال إن كثيرًا من شعر امرئ القيس ليس له، وإنما هو لفتيان كانوا يكونون معه مثل عمرو بن قميئة وغيره". ولكن ابن سلام ينفي ذلك ويقول3: "وبنو قيس تدعي بعض شعر امرئ القيس لعمرو بن قميئة، وليس ذلك بشيء".
جـ- ومما قد يوهم بالنحل والوضع أيضًا اختلاف الرواة في نسبة الشعر، فتراهم ينسبون بعضه إلى شاعرين أو ثلاثة شعراء جاهليين؛ والأمثلة على ذلك كثيرة جدًّا لا يعنينا إلا ما سنذكره بعد أن نورد مثلين عليها: الأول- أن الأبيات التي في وصف المطر ومنها:
دانٍ مسف فويق الأرض هيدبه ... يكاد يدفعه من قام بالراح
نسبها يونس بن حبيب لعبيد بن الأبرص، وعلى ذلك كان إجماع أهل البصرة4.
"فلما قدم المفضل صرفها إلى أوس بن حجر". والثاني- أن القصيدة التي منها:
من سبإ الحاضرين مأرب إذ ... يبنون من دون سبيله العرما
نسبها يونس للنابغة الجعدي، ونسبها أبو عبيدة لأمية، ثم سئل خلف الأحمر.