قال: قال الشاعر: أحيانًا أخرى وكان في كل موطن يشير إلى أن هذه الأبيات تحمل أيضًا على أبي دواد الإيادي1.
فإذا ما اكتفينا بما قدمنا من أخبار الطبقة الأولى من الرواة والعلماء، وانتقلنا إلى الحديث عن رواة الطبقة الثانية، وجدنا عندهم كذلك نثارًا من هذه الإشارات المتفرقة إلى الموضوع والمنحول من الشعر الجاهلي.. وسنقصر حديثنا على ثلاثة منهم؛ هم: أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، وأبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، وابن قتيبة.
أما أبو حاتم فقد ذكر أبياتًا ثلاثة نسبها إلى عمرو بن ثعلبة هي2:
تهزأت عرسي واستنكرت ... شيبي ففيها جنف وازورار
لا تكثري هزءًا ولا تعجبي ... فليس بالشيب على المرء عار
عمرك، هل تدرين أن الفتى ... شبابه ثوب عليه معار
ثم قال أبو حاتم: زعم عطاء بن مصعب الملط أن خلفًا الأحمر وضع هذا البيت الأخير.
وأورد أبياتًا سبعة نسبها إلى مرداس بن صبيح آخرها قوله3:
فلا يغركم كبرى فإني ... كريم ليس في أمري شتات
ثم قال: وأظن البيت الأخير ليس منها.
وقد مر بنا قبل قليل أن أبا حاتم أورد بيت زهير4:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولًا لا أبا لك يسأم