قربا مربط النعامة مني ... لقحت حرب وائل عن حيالي

لا بجير أغنى قتيلًا ولا رهـ ... ط كليب تزاجروا عن ضلال

لم أكن من جناتها علم اللـ ... ـه وإني بحرها اليوم صال

ومن أمثلة ذلك عند أبي عمرو الشيباني أنه كان يدفع أن يكون هذا البيت لعنترة وهو:

هل غادر الشعراء من متردم ... أم هل عرفت الدار بعد توهم

ولم يكن يرويه حتى سمع أبا حزام العُكلي يرويه له1.

وأما الأخبار المروية في ذلك عن الأصمعي فكثيرة، ومنها ما هو عام مطلق، ومنها ماهو مخصص ينص فيه على بيت أو أبيات بعينها. فمن الضرب الأول: ما أورده من أن الأصمعي قال2: أقمت بالمدينة زمانًا ما رأيت بها قصيدة صحيحة إلا مصحفة أو مصنوعة. وأنه كذلك قال3: ويقال إن كثيرًا من شعر امرئ القيس لصعاليك كانوا معه. وأنه قال أيضًا4. أكثر شعر مهلهل المحمول عليه.

ومن الضرب الثاني: أنه قال5: أعياني شعر الأغلب، ما أروي له إلا اثنتين ونصفًا. فلما سئل: كيف قلت نصفًا؟ أجاب: أعرفه له اثنتين وكنت أروي نصفًا من التي على القاف، فطولوها، وكان ولده يزيدون في شعره حتى أفسدوه. وقد قال أيضًا في القصيدة المنسوبة إلى الأغلب في سجاج6: إنه كان يقال إن هذه قصيدة في الجاهلية لجشم بن الخزرج. وقال الأصمعي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015