بجواب حاسم قبل أن نعرض بعض ما لدينا من أخبار وروايات فيها إسناد متصل إلى الجاهلية وسنكتفي الآن بالعرض المجرد ثم نعقب على ذلك بما يبدو لنا من رأي.
وهذه الأخبار والروايات قسمان كبيران؛ أولهما: يتصل بالشاعر الجاهلي نفسه، وثانيهما: يتصل بهؤلاء العلماء الرواة الذين عاشوا في القرن الثاني وأخذ عنهم العلماء بعد ذلك شعر الجاهلية وأخبارها.
-2-
أم القسم الأول فهي أخبار مسندة يرتفع إسنادها إلى الشاعر الجاهلي نفسه, وأكثر الشعراء الجاهليين حظًّا من هذا الضرب من الروايات المسندة هو حسان بن ثابت، وربما كان مرد ذلك إلى صلة حسان برسول الله صلى الله عليه وسلم، فروى بعض الصحابة شعره وأخباره. ونحن نجد مثل هذا الضرب من الأسانيد المرفوعة إلى الصحابة عن حسان في ترجمته في الأغاني1، كالذي ترويه أم المؤمنين عائشة2، وأختها أسماء بنت أبي بكر3. أما الأحاديث المرفوعة في إسناد متصل إلى حسان نفسه فهي أقل من ذلك عددًا. ومن أمثلتها ما جاء في إسناد متصل أوله أبو الفرج الأصفهاني وآخره سعيد بن زرارة عن حسان بن ثابت، حيث يذكر ما يدل على أنه ولد قبل الهجرة بنحو من ستين سنة وأنه كان غلامًا يفعة ابن سبع سنين أو ثمان حينما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم4.
وثمة أخبار أخرى ذات إسناد منقطع ولكنها تنتهي بحسان يروي فيها خبرًا عن