عن قول امرئ القيس1.

نطعنهم سلكى ومخلوجة ... كرك لأمين على نابل

قال: ذهب من يحسنه.

وحين سئل عن قول الشاعر2:

زعموا أن كل من ضرب العير ... موالٍ لنا وأنا الولاء

قال: مات الذين يعرفون هذا.

بل إن الحجاج بن يوسف الثقفي قال على المنبر3: "ذهب قوم يعرفون شعر أمية وكذلك اندراس الكلام!! " وبين الحجاج وأمية بن أبي الصلت نحو من ثمانين سنة!

وسنسوق في إيجاز بعض ما يكشف لنا عن عناية القوم، حتى منتصف القرن الأول، برواية الشعر الجاهلي وأخبار الجاهلية، وسنصرف أكثر كلامنا إلى زمن عبد الملك بن مروان ومعاوية أبي سفيان، ليكون ذلك أبعد زمنًا وأدل على ما نقصد إليه:

ذكر الأصمعي يومًا بني أمية وشغفهم بالعلم، فقال4: "كانوا ربما اختلفوا وهم بالشام في بيت من الشعر، أو خبر، أو يوم من أيام العرب، فيبردون فيه بريدًا إلى العراق". وقال غيره: "كنا نرى في كل يوم راكبًا من ناحية بني أمية ينيخ على باب قتادة "توفي سنة 118" يسأله عن خبر أو نسب أو شعر، وكان قتادة أجمع الناس". وقال عامر بن عبد الملك المسمعي: كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015