قال حماد الراوية1: أرسل الوليد بن يزيد إليَّ بمائتي دينار، وأمر يوسف بن عمر بحملي إليه على البريد. قال، فقلت: لا يسألني إلا عن طرفيه: قريش وثقيف؛ فنظرت في كتابي قريش وثقيف. فلما قدمت عليه سألني عن أشعار بلي، فأنشدته منها ما استحسنه، ثم قال: أنشدني في الشراب -وعنده وجوه من أهل الشام- فأنشدته..".

وقد كان أمر كتاب حماد المشتملة على شعر الجاهلية معروفًا مشهورًا، حتى إن الوليد بن يزيد بن عبد الملك -حين أراد أن يجمع ديوان العرب وأشعارها وأخبارها وأنسابها ولغاتها- استعار من حماد ومن جناد بن واصل الكوفي ما عندهما من الكتب والدواوين فدونها عنده، ثم رد إليهما كتبهما2.

ومما يُروى لنا عن حماد أنه كان في أول أمره يتشطر ويصحب الصعاليك واللصوص، فنقب ليلة على رجل فأخذ ماله، وكان فيه جزء من شعر الأنصار، فقرأه حماد، فاستحلاه وتحفظه، ثم طلب الأدب والشعر وأيام الناس ولغات العرب بعد ذلك وترك ما كان عليه، فبلغ في العلم ما بلغ3.

وقد رأى أبو حاتم السجستاني بعض كتب حماد في الشعر الجاهلي، وكان يرجع إليها، ويثبت ما يجده فيها زائدًا على ما جمع من الشعر، وإن كان نص على أن هذه الزيادات هي من الشعر المصنوع4.

ومما يؤيد ما ورد عن كتاب شعر الأنصار الذي وجده حماد أن شعر الأنصار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015