هذه المغازي عن أبان: المغيرة بن عبد الرحمن، وكانت كثيرًا ما تُقرأ عليه1.
ووهب بن منبه كتب كذلك المغازي والسيرة2. وقد وجد بيكر C.N. رضي الله عنهecker بين مجموعة أوراق بردي shott- Reinhardt المحفوظة في هيدلبرج، مجلدًا يرجح أنه يحوي قطعة من كتاب المغازي لوهب بن منبه؛ وتاريخ نسخ هذه القطعة سنة 288، فهي بعد وفاة وهب بنحو قرن واحد3.
وجاء بعد ذلك ابن شهاب الزهري "المتوفى سنة 124"، وقد طلب منه خالد بن عبد الله القسري أن يكتب له السيرة4، فقال له ابن شهاب: فإنه يمر بي الشيء من سيرة علي بن أبي طالب، فأذكره؟ فقال له خالد: لا، إلا أن تراه في قعر الجحيم!! وللزهري كتاب عن مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم رواه عنه يونس بن يزيد5، لا أدري أهو نفسه كتاب السيرة الذي كتبه لخالد القسرى، أم أنه كتاب غيره.
ثم خلف بعد هؤلاء موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق صاحب السيرة.
-4-
لقد كانت هذه الموضوعات الثلاثة: الحديث، والتفسير، والسير والمغازي إسلامية في مادتها. وقد دلت بما لا يقبل الشك على أن تدوين الموضوعات في كتب -مهما يكن حجمها- قد بدأ في عهد مبكر جدًّا: منذ عهد الرسول والصحابة، وأن هذه الموضوعات لم تُنقل بالرواية الشفهية قرنًا أو يزيد حتى