الدالة على الصحيفة المفردة. وسنعرض هنا بعض هذه الأبيات ليزداد اطمئناننا إلى معرفتهم بالتدوين آنذاك. فمنها:
الدفتر: ذكر الصولي1 أنه ما سمع شيء في اشتقاقه إلا أنه عربي فصيح.
وقد ورد ذكره في كلام لعمر بن الخطاب، حينما جاءه بنو عدي يكلمونه في أمر ترتيب عطائهم في الديوان، فقال2: بخ بخ بني عدي، أردتم الأكل على ظهري لأن أذهب حسناتي لكم، لا والله حتى تأتيكم الدعوة، وإن أطبق عليكم الدفتر. يعني: ولو أن تكتبوا آخر الناس.
وقال ابن شهاب الزهري3: خرجنا مع الحجاج بن يوسف إلى الحج، فلما كنا بالشجرة، قال: تبصروا الهلال، فإن في بصري عهدة. فقال له نوفل بن مساحق: أتدري مم ذاك؟ ذاك من كثرة نظرك في الدفاتر.
وورد ذكر الدفتر كذلك في الشعر الإسلامي المبكر. قال جندل بن المثنى الطهوي4:
هلا بحجر يا ربيع تبصر ... قد قُضي الدين وجف الدفتر
الكراسة: وربما سموا مجموعة الصحف أو الأوراق كراسة؛ قال إبراهيم5 وما فرغ علقمة "ابن قيس النخعي المتوفى سنة 62" من مصحفه حتى بعث إلى أصحابه الكراسة والكراستين والورقة والورقتين.
وكان الضحاك يقول6: لا تتخذوا للحديث كراريس ككراريس المصاحف.