الدواة. وكانوا أيضًا يسمون المداد "نقسًا"، قال حميد بن ثور1:

لمن الديار بجانب الحبس ... كخط ذي الحاجات بالنقس

وكانوا أحيانًا يمحون المكتوب بالمداد حين تنقضي حاجتهم منه، ثم يستخدمون الصحيفة لكتابة شأن آخر من شئونهم. ويسمون هذه الصحيفة التي يكتبون فيها ثم يمحونها ثم يكتبون فيها "طرسًا"2. وكانوا ربما محوا المداد بغسله بالماء، فقد كان عبد الله بن مسعود إذا عرف أن في مجلسه من يكتب حديثه يدعو بالكتاب وبإجانة من ماء فيغسله3. وكذلك كان يفعل أبو موسى الأشعري4. وقد مر بنا قول عمر للرجل الذي كتب كتاب دانيال5: "انطلق فامحه بالحميم والصوف الأبيض".

-9-

وصف الخط في الجاهلية:

وقد كدت أجعل عنوان هذا الجزء من البحث "أنواع الخط في الجاهلية". ولكن أنى لنا أن نعرف أنواع هذا الخط، والأمر في أخبار الجاهلية على ما ذكرنا في غير موطن من هذا الفصل؟ أما ما ذكره ابن مقلة ونقله عنه ابن النديم6 وابن السيد البطليوسي7 من أنواع الخطوط ووصف الأقلام فلا يرقى إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015